الإسلام ومفارقة القيم الفرنسية
أ. محمد فروانة
twitter.com/mohdfarwana
لا أظن أحدا لم يسمع بالحادثة التي ضج العالم بها في بداية عام ٢٠١٥م، سأذكّر بها سريعا : وقع هجوم مسلح في الجمهورية الفرنسية، في مقر صحيفة تشارلي إيبدو، بعد أن عرضت الصحيفة رسوما مسيئة للنبي محمد ﷺ وأصرت على إعادة عرضها إلى أن : « يعتاد المسلمون على أن يُسخر من دينهم » كما صرح أحد محرري الصحيفة. اقتحم مسلحان مسلمان فرنسيان مقر الصحيفة وأطلقا النار على الموظفين، وقُتل عدد من المحررين والصحفيين والشرطة. تم القبض لاحقا على المتهمين بعد مطاردة وتقصي. عندما استقرت الأوضاع الأمنية بعد الحادثة، خرج الناس إلى الشارع في مسيرات ضخمة تضامنا مع ضحايا الهجوم، وقد بلغ عدد المتظاهرين في باريس وحدها قرابة المليونين. انطفأ نور برج أيفل، والتزمت الأمة الفرنسية بدقيقة الصمت في جميع مؤسسات الدولة وفعالياتها، وعُرضت صور الضحايا على معالم متفرقة في باريس. لم يكن هذا التضامن في العاصمة الفرنسية وحسب بل بلغ العالم كله، فخرجت الجماهير في عدة مدن وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي باستنكار هذه الحادثة الشنيعة.
لم تكن هذه الحادثة من الحوادث التي تطويها الأيام فينساها الناس، بل كانت بداية الصراع الذي أعلنته الصحيفة. في عامنا هذا وبعد مرور ٥ سنوات على الهجوم، ووسط تصاعد الخطاب اليميني المحتقر للأقليات في أوروبا، أعادت تشارلي إيبدو نشر الرسومات المسيئة مما أثار حفيظة عدد من المسلمين الذين يعانون من خطاب الكراهية ضدهم. طالب الناس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستنكار خطاب الكراهية المتصاعد تجاه المسلمين، خصوصا وأن حوادث الاعتداء على المسلمين بلغت مرحلة تاريخية لم تُسبق حسب تقرير وزارة الخارجية الفرنسية نفسها، فالمساجد اقتحمت، والمراكز الإسلامية أحرقت، والمحجبات ضربن، والمسلم (حتى قبل الحادثة) يُنظر إليه على أنه متهم حتى تثبت براءته. كان رد ماكرون : « هذا ليس خطاب كراهية، هذه رسومات، وأنا هنا لحماية حرية الصحافة والتعبير ».
في الوقت نفسه، تعتبر فرنسا نقد المتخصصين في التاريخ لمحرقة الحرب العالمية أو انتقاد الكيان المحتل لفلسطين معاداة للسامية، ويعاقب القانون عليه في حالات، مما يشكك في أهمية حرية التعبير ومركزيتها عند السلطة الفرنسية.
لا تقف المفارقة هنا، ففي نهاية عام ٢٠١٥م غرق طفل سوري يدعى ايلان كردي، طفل لم يبلغ الثالثة من عمره، بعد أن حاول الهرب مع أهله من ويلات الحرب فانقلب بهم القارب في منتصف البحر في مشهد مأساوي. وجدت جثته على أحد الشواطئ في مشهد يهز وجدان كل من يدرك قيمة النفس الإنسانية، ويكسر قلب كل من يرجو لأطفال العالم حياة كريمة وطفولة بريئة.
في اليوم التالي، سخرت صحيفة تشارلي إيبدو من وفاة الطفل، ورسمت رسمة ساخرة تصوّر وفاة الطفل على أنها خير لأوروبا، لأنه سيكبر ويصبح متحرشا جنسيا كحال بقية المسلمين.
في الوقت نفسه نجد أن الصحيفة طردت أحد رساميها (موريس سينيه) بعد أن سخر من ثراء اليهود. فأين حرية التعبير التي لا سقف لها والتي تتبناها الصحيفة ؟ أم أنها حرية مجتزئة حسب المصالح والأهواء ؟
عانى الرسام المطرود، والمعروف بوقوفه ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر، من هجوم حاد بعد أن لمّح إلى أن ابن ساركوزي (الرئيس السابق) سيتزوج من ثرية يهودية لتكون طريقه إلى المال والنجاح، وبعد سنوات برأته المحكمة بسبب أن قانون معاداة السامية، المفعّل والمعمول به، لا ينطبق عليه. ولا شك أن هذا القانون يرهب المنصات الكبرى في العالم من نشر بعض الجرائم التي يرتكبها اليهود، سواء كانت فردية أو ممنهجة. انظر مثلاً إلى الكوميدي الفرنسي (ديودوني مبالا) الذي أدانته المحكمة بمعاداة السامية وحكمت بتغريمه لتبنيه خطاب الكراهية والإخلال بالأمن العام. وقد برز اسمه في بدايات مسيرته بعد استنكاره لجرائم الصهيونية، حيث وصف نفسه بأنه يعادي الصهيونية لا السامية. منعت الحكومة عروض (مبالا)، ولم تكن ردة فعل اليهود عليه لطيفة، بل هاجموا معجبي الفنان الكوميدي بالضرب في حادثة فتحت الجدل مرة أخرى حول حرية التعبير.
المتابع للشأن العالمي لا يخفى عليه أن حديث المنصات الإعلامية والمؤسسات الرسمية عن الإسلام ليس كالحديث عن المسيحية أو اليهودية، وأن انتقاد اليهود مثلاً في مسألة : سيُدخل الناقد في دوامة من تهم المعاداة للسامية ولن يخرج منها سالماً. أما انتقاد المسلمين فهو -حسب ماكرون والمنصات والمؤسسات- لا يدخل ضمن العنصرية أو الكراهية، بل هو حرية تعبير يجب تأييدها ودعمها بكل الوسائل الممكنة. ومثلاً، اقتحام رجل مسيحي لمسجد وقتل من فيه (نيوزيلندا ٢٠١٩م) يوصف في وسائل الإعلام على أنه حادثة فردية لا علاقة لها بثقافة أو مرجعية، وقتل الهندوس للمسلمين في الهند لا يحتاج إلى خطابات استنكار، أما اقتحام رجل مسلم مقر صحيفة وقتل من فيه يوصف على أنه مسؤولية الثقافة الإسلامية. إن كان المذنب مسلماً، فالأمة العربية الإسلامية كلها مطالبة بالاعتذار وإلا دخلت دائرة التهمة، أما إن كان المذنب غير ذلك فلا حضارة مسؤولة عنه ولا اعتذار يُطلب من جيرانه وأهله وأمته. هذا التناقض ليس وليد اليوم، وهذه الانتقائية لم تأتِ دون مقدمات، بل هذا نهج قديم مستمر يضع الإسلام موضع العداوة ويتبنى كل ما يشوهه، ويثبته إدوارد سعيد في قوله :
« من المحال أن يقال عن أي دين آخر، أو أي تجمع ثقافي آخر، وبنفس الدرجة من التأكيد، ما يقال الآن عن الإسلام، أي أنه يمثل تهديداً للحضارة الغربية ».
مفارقة القيم الفرنسية
لا عجب من تهافت الموقف الفرنسي للحريات والذي يتبنى الهجوم على الإسلام ويتحاشى الحديث عن غيره بل ويرفضه ويجرمه، إذ أن فرنسا بإرثها المسيحي/العلماني تقف بشكل صريح ضد الإسلام، وتتخذ منه موقف الخصم لا الحياد. ولا عجب من أن يصرح ماكرون هذا العام حول أن الإسلام يعيش في أزمة، وأنه سيواجهه بخطة محكمة من خلال منع التدريس المنزلي الذي ينتج مسلمين مفارقين للقيم الفرنسية، ومنع الأنشطة الرياضية والثقافية والمجتمعية التي تقيمها المجتمعات الإسلامية داخل الجمهورية، وتأسيس أئمة مكونين في فرنسا لا من العالم الإسلامي، وعدم التهاون مع ارتداء المسلمات للحجاب في المؤسسات الرسمية وخصوصاً المدارس. ماكرون يخرج لنا في منتصف أزمة كورونا التي استنزفت فرنسا، وفي الوقت الذي يعاني فيه هو من حركة (أصحاب السترات الصفراء) التي تطالب باستقالته بسبب غلاء المعيشة وتخبط القرارات، وليس عنده إلا شماعة الإسلام ليخرجها وسط تصفيق الأيادي التي تتغذى على الخطابات العنصرية الفوقية، ووسط إعجاب الفرنسيين الذين يقدسون "القيم الفرنسية" ولا يرون غيرها نبراساً للهدى ومعياراً للشرف.
فما هي هذه القيم الفرنسية؟ هل هي استعمار الدول عسكرياً؟ أم أنها نهب ثروات القارة الأفريقية؟ ولماذا لا نشمل القتل والإبادات والسرقات التي ارتكبتها فرنسا ضمن هذه القيم؟ الخطاب التلميعي للقيم الفرنسية يصوّرها على أنها برج إيفل وكرواسون صباحي وأدبيات ثورية وأسواق راقية ولغة رقيقة، في الوقت الذي لطخت فيه اليد الفرنسية نفسها بكل أشكال العنصرية والنبذ والعدوان.
اسأل شهداء الجزائر عنهم، فقد عانى أهل الجزائر الكرام أيام الاستعمار من كل أنواع البشاعة كالإبادة والإغراق والتعذيب بالكهرباء وقتل المتظاهرين، ولم تخرج فرنسا إلا بعد التوقيع على بنود تضمن لها استمرارية الاستفادة.
واستفسر عن الأموال الطائلة التي تدخل الخزينة الفرنسية عن طريق نهب ثروات وموارد القارة الأفريقية، فقد ابتليت الشعوب الأفريقية في ساحل العاج وتشاد والسنغال بديون استعمارية ضخمة، وسميت هذه المرحلة بمرحلة "الاستعمار الخفي" إذ أن العديد من الدول أصبحت مستعمرة اقتصادياً.
وابحث عن الفساد الذي عاثته فرنسا في مالي وغينيا والغابون ونيجيريا وغيرها من أرجاء العالم المنهك من هذه العنجهية.
شهد الطبيب النفسي والكاتب فرانز فانون جزءًا من هذا الإجرام عندما ذهب إلى الجزائر أيام الاستعمار، ولم يحذر فقط من الاستعمار العسكري بل حذر من الاستعمار الثقافي أيضاً والذي يجعلك تنظر إلى نفسك بعيون غربية. كتب قبل وفاته : « قامت أوروبا على أكتاف العبيد، واغتذت من دماء العبيد. إن رخاء أوروبا وتقدمها قد جُلبا من عَرق وجثث الزنوج والعرب والهنود والصفر، وهذا أمر قررنا ألا ننساه ».
فلماذا تُنتزع كل هذه الأحداث من (القيم الفرنسية) لتبدو وكأنها حوادث متفرقة استثنائية لا أصل لها، رغم أنها جزء لا يتجزأ من الإرث الفرنسي المفتخر به عند ماكرون ومن سبقه من الرؤساء؟ ولماذا تكون جريمة أي مسلم ممثلة للإسلام أما جريمة الغربي فهي خطأ يُغتفر بسبب حسن النية ؟ في النظرة الغربية المؤيدة للاستعمار، يكون الدافع المعلن : إما نشر الديمقراطية، أو ضبط الشعوب الهمجية التي لا تستحق أن تدير شؤونها بنفسها وتحتاج إلى من يربيها، وكأن الدولة المستعمِرة تضحي بنفسها لصالح الدولة المستعمَرة، مع أنها -الأولى- هي المستفيد من هذه العلاقة. ولا أدري كيف يحق للمؤمن بهذه النظرة التنظير في مسائل الحقوق إن لم يكن يعترف أصلاً بمفهوم "الآخر".
النظرة الاستشراقية
ينبع تصوير المسلمين في المنصات الإعلامية والرسومات الساخرة والأفلام الهوليوودية والأطروحات الانتخابية من صورة نمطية ونظرة فوقية للإسلام لا تنظر للمسلم إلا على أنه كائن إرهابي شهواني، ففي الأخبار تُعرض جرائم المسلم وتُعمم في صياغتها على جميع المسلمين، وفي الأفلام لا يكون المسلم إلا إرهابياً أو جاهلاً أو محتقراً للنساء أو صاحب لغة قاسية أو كل ما سبق، فلا عجب إذاً من تصاعد موجة الإسلاموفوبيا والمتمظهرة في إنزال المسلمين من الطائرات لأنهم مشكوك في أمرهم، أو مطالبة المحجبة بالخروج من البرلمان لأنها تشكل الخطر، أو غيره من الحوادث الأشد عنفاً والتي أصبحت تمثل أزمة حقيقية في حياة المسلم في الغرب. وتزامناً مع هذه الصورة النمطية التي يتم ترويجها، يحاول بعض المثقفين نشر فكرة أن المسلم لن ينسجم مع المجتمع "المتحضر" إلا إذا تخلى عن دينه وتبنى منظومة فكرية مختلفة. تدرك العديد من المؤسسات البحثية التي تلعب دور تغيير شكل الإسلام، كمؤسسة راند البحثية، أن تغيير دين المسلم ليس سهلاً، مما يدفعها إلى طرح إسلام مختلف على أنه الحل. إسلام لا هوية فيه ولا تكاليف، إسلام "جديد" و"متسامح". والتسامح هنا ليس المقصود فيه التعايش مع أديان مختلفة في نفس المجتمع وعلى أرض واحدة، فهذا قد تحقق مسبقاً في الأراضي الإسلامية. التسامح في هذا السياق يعني التنازل عن القيم الإسلامية والانسلاخ منها، والذي يراقب النشطاء والمثقفين الذين يقدمون هذه النسخة من الإسلام الجديد المدعوم لن يخفى عليه أنه مفصّل على مقاس غربي وليس مستنبطاً من القرآن الكريم أو السنة النبوية. فالمرأة المحجبة في هذا الخطاب -الذي يفترض أنه إسلامي- تعتبر من العوائق الخطيرة التي تستحق الحرمان من التعليم لأن حجابها غير مناسب لبيئة التعلم، والرجل الذي يمتنع عن مصافحة المرأة الأجنبية ليس إلا عالة على مفهوم التعايش ولا يمكن التسامح معه، والصلوات الخمس ليست بتلك الأهمية، والصيام ليس إلا "دايت" يمكن تفاديه، وكل مظاهر الإسلام ليست أولوية إلا إذا وافق المزاج الغربي عليها. هكذا يُهاجَم المسلم على عدد من المنابر الرسمية وغير الرسمية في الغرب، وتشوّه أفكاره بهدف إخضاعه للثقافة الغالبة والمهيمنة.
مستقبل الإسلام، والنبي الكريم
رغم كل ما سبق من تحديات وعقبات، يشهد الإسلام ارتفاعاً في نسبة معتنقيه، فهو الدين الأول في العالم من ناحية الانتشار المتسارع، وهو ثاني أكبر دين في أوروبا بعد المسيحية. يتم التعامل مع المسلم الأوربي أحياناً على أنه لا ينتمي لهذه البقعة الجغرافية، وينتشر هذا الخطاب في الدوائر الوطنية عادة، حيث يكون الهجوم بعبارات مثل "ارجعوا إلى أوطانكم" رغم أن الكثير من المقصودين ولدوا على هذه الأرض التي هي وطنهم كما أنها وطن أي مواطن آخر. هنا تنشأ مشكلة الهوية، ويصبح الإنسان تحت ضغط هذا النوع من الخطابات التي تنبذه وتقصيه ولا تعترف به إلا وفق شروط معينة. رغم هذا كله، تتصاعد نسبة معتنقي الإسلام، وقد أصبح إسلام مشاهير اليوتيوب مؤخراً ظاهرة بارزة تستحق الدراسة. فكيف يعتنق الغربي الإسلام رغم هذه الصورة النمطية ؟
استمعت إلى قصص كثير من المسلمين الجدد، أو العائدين إلى الإسلام، فوجدت عدة قواسم مشتركة، أذكر منها اثنين :
العامل الأول أنهم بحثوا عن حقيقة الإسلام بعدما شعروا بمبالغة وسائل الإعلام تجاه هذا الدين، خصوصا وأنهم قابلوا مسلمين لا يشبهون ما يتم عرضه في الأخبار والأفلام، فأثارهم الفضول لأن يبحثوا عن الحقيقة بأنفسهم. الكثير منهم قالوا بأن المسلمين الذين قابلوهم لم يكونوا كالذين يظهرون في التلفاز بعد هجمات سبتمبر ٢٠٠١م. أما العامل الثاني، فأنهم بعد البحث وجدوا أنفسهم أمام منظومة ربانية تنير لهم دروبهم وتشفي حيرة عقولهم. فالرسول ﷺ لم يكن كما تصوره الرسومات الساخرة المبتذلة، بل أنه أقام للعرب قائمتهم ورفع من شأنهم، وهم في منزلة مختلفة بعد أن بُعث فيهم نبياً ورسولاً، وهو الذي صحح عاداتهم وتمم أخلاقهم. ولم تُحفظ سيرة رجل في التاريخ مثله، بكامل أحداثها وتفاصيلها، والذي يقرأ هذه السيرة الشريفة ويقارنها مع ما يرى من تشويه يومي تتبدد في نظره كل الشكوك التي راودته حول هذه الشخصية العظيمة، فلم يكن للنساء محتقراً، أو للأطفال مزدرياً، أو للضعفاء مخاصماً، بل أنصف وأعطى كل ذي حق حقه وأكثر - على عكس ما يتم تصويره - ليكون كما وصفه حسان بن ثابت :
« وأحسن منك لم تر قط عيني ... وأجمل منك لم تلد النساءُ
خُلقتَ مبرأ من كل عيب ... كأنك قد خُلقتَ كما تشاءُ ».
ولم تكن التشريعات الإسلامية حسب الأهواء العشوائية أو المصالح الأنانية، بل كانت مقدرة تقديراً إلهياً منزلاً من العزيز الحكيم. ومن التشريعات الربانية ما يطمئنهم ويسمو بهم، كصوم رمضان وما فيه من ضبط للنفس، والصلاة وما فيها من اتصال دائم بالله تبارك وتعالى.
في مرحلة البحث، يُذهل الباحث من الفرق بين الإسلام الحقيقي والإسلام المشوه في الأخبار، فيجد الأدلة الساطعة التي تشير إلى أنه الدين الحق، ويقرأ الآيات الكريمة والسيرة العطرة وقصص الأنبياء والتشريعات الدقيقة التي لم يتصور وجودها مسبقاً في هذا الدين الذي تُدفع ضده المليارات بغرض تشويهه. هذا الكيد ضد الإسلام بدأ منذ بداية الرسالة، مع دعوة النبي ﷺ. بعد وفاة ولده، شمتوا به ووصفوه بالأبتر الذي لن يبقى نسله وكلامه واسمه بعد وفاته، فماذا حدث؟ قدر الله أن يكون شانئه هو الأبتر، وعدوه هو الذي يُذم في صفحات التاريخ، وأن يمتد نور الإسلام إلى العالم كله، وأن يكون النبي ﷺ قدوة للمسلمين، يتعبدون بالصلوات عليه، ويشتاقون إليه ويسيرون خلفه، دون أن تهتز مكانته عندهم. لم تتغير مكانة النبي ﷺ ولن تتغير، وسيبقى المسلم يفخر بأن محمداً ﷺ نبيه وقدوته وحبيبه.